لا يوجد مكان يضاهي جدة في سحرها ووتيرة الحياة بها وعاداتها – ناهيك عن الكورنيش. فكانت المدينة الساحلية ترحب بزوارها على شواطئها منذ قرون، وأضحت اليوم مثالًا حقيقيًا للتعددية الثقافية. ويتجلى التنوع في كل ركن من أركان جدة، بدءًا من فنونها وثقافتها الغنية إلى ثقافة الطعام ووصولًا إلى التأثيرات المعمارية التي لا تعد وتحصى.
إذا استهللت زيارتك للمدينة أو لم تأت إليها بعد، فإن زيارة إلى ”البلد“، وهي منطقة وسط المدينة التاريخية التي بنيت في القرن السابع الميلادي، واحدة من التجارب التي لا تنسى. الترميمات الدقيقة التي تم القيام بها على البيوت والأزقة حافظت على سحر المنطقة وأصالتها. وإذا كنت تتطلع لمشاهدة الهندسة المعمارية الفريدة والأسواق الملونة والشعور بعبق التاريخ، هذا هو المكان المناسب.
لكل زاوية في جدة البلد قصته، وليس بيت نصيف باستثناء. اُستُخدم هذا المبنى كسرايا ملكية للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعد فتح مدينة جدة عام 1925م. وفي الداخل، يمكنك مشاهدة الدرج المصمم ليسمح للجمال بالسير عليه إلى التراس العلوي، وشجرة النيم الجميلة التي تزين المدخل، والتي كان يُعتقد بأنها الوحيدة في جدة. واليوم، يمثل بيت نصيف مركزًا ثقافيًا، يحتوي على المعارض وقاعات لإلقاء المحاضرات والمزيد.
مدينة الطيبات العالمية للعلوم والمعرفة هي أحد الأماكن التي لا بد من زيارتها في جدة. إن هذا المتحف المذهل يتضمن طائفة واسعة من الآثار التي تعود إلى التاريخ الإسلامي والعصر الجاهلي على حد سواء، والتي تتوزع على 300 جناح، و12 مبنى، بما فيه مسجد. يشمل المتحف بيت التراث السعودي، بيت التراث الإسلامي، بيت التراث الدولي ومعرض التراث العام.
الكورنيش هو المنطقة الأشهر في مدينة جدة، فهو منتزه يبلغ طوله 30 كم يعانق مياة البحر الأحمر. وإذا لم تكن الإطلالات ونسمة البحر كافية، هناك الكثير من المطاعم والأماكن الترفيهية والحدائق للاستراحة والاسترخاء.
ازدهر المشهد الفني في جدة، واليوم في معارض المدينة ما يلبي جميع الأذواق من الفنون الحديثة والعصرية إلى ما بعد الحداثة. ومن أبرز المعالم الرائعة، متحف جدة للمجسمات الذي يقع على الكورنيش، ويضم مجموعة مذهلة من القطع التي تم تخصيصها لمدينة جدة، بما في ذلك أعمال هنري مور وجان آرب وألكساندر كالدر وجوان ميرو.
نافورة الملك الفهد واحدة من المعالم السياحية الشهيرة في جدة، حيث تضخ مياة البحر الأحمر إلى ارتفاع 312 مترًا وبسرعة تصل إلى 375 كم في الساعة. اذهب مساءً لتشاهد تلألؤها بنحو 500 مصباح موجه نحو السماء وتلتقط صورة لهذا المشهد المبهر.
الإبحار في مياة البحر الأحمر هو أفضل طريقة للتعرف على أسلوب الحياة في جدة وتجربته. اقض يومًا كاملًا، أو حتى نصف يوم في رحلة على متن قارب خاص للاستمتاع بالغطس وصيد الأسماك والغوص تحت المياة، لمشاهدة بعض أفضل الشعاب المرجانية المحفوظة في العالم والحياة البحرية الغنية.
مشهد الطعام في جدة غني ومتنوع، ويتراوح بين مأكولات الشارع اللذيذة والمطاعم العصرية الراقية. ننصحك بزيارة أحد مطاعم الأسماك العديدة المنتشرة في المدينة، لتذوق ألذ الأطباق الحجازية.